الأحد، 28 نوفمبر 2010

مقال: أكسل شعوب الأرض.

عبد الله المغلوث
شاركت مع ثلاثة سعوديين في ماراثون للدراجات الهوائية في 26 سبتمبر الماضي في لندن. تساقطنا الواحد تلو الآخر. كنت أول المنسحبين من السباق بعد مضي نحو ساعتين. تلاني آخر بعد أقل من 5 دقائق. ثالثنا صمد ربع ساعة أخرى قبل أن يلحقنا بالسقوط. أصبنا بخيبة أمل كبيرة بعد أن شاهدنا متسابقين في أعمار أجدادنا وجداتنا يواصلون السباق في حين لم نستطع أن نكمل ربعه. اكتشفنا حقا أن الشيخوخة ليست في الأعمار بل في العقول. مئات من مختلف الأعمار والجنسيات والمشارب والأحجام تابعوا الماراثون لساعات تعلوهم سعادة بالغة، في حين غمرتنا علامات الإعياء والإرهاق فور أن امتطينا صهوة دراجاتنا. خرجنا من السباق ونحن عاجزون عن القيام بأي شيء سوى التذمر والرغبة في الاسترخاء. أو بمعنى أدق العودة إلى الاسترخاء والخمول الذي نبرع فيه نحن العرب أكثر من غيرنا. فنحن نعجز أن نقف في الطوابير ما طال منها وما قصر ونبحث بأي وسيلة عن طريقة تخلصنا منها. عن طريق واسطة قريب أو نسيب أو حبيب. المهم أن نتخلص منها. سياراتنا يجب أن تقف أمام الدوائر الحكومية التي نراجعها أو أمام البوابات الرئيسة للمجمعات التجارية. لا يمكن أن نقبل أن نركنها بعيدا ونمشي مسافة قصيرة. وإذا لم نجد مكانا قريبا لمركباتنا فلا بأس أن نسطو على مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة. هل شاهدتم في حياتكم أحدا حصل على مخالفة مرورية في وطننا لأنه أوقف سيارته في مواقف مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة؟
إننا لا نصعد السلالم بل نفضل المصاعد الكهربائية حتى لو كان هدفنا الطابق الثاني. في العمارة المكونة من أربعة أدوار التي أسكنها في بريطانيا تعطل المصعد لمدة أسبوع دون أن يصلحه أحد. عندما هاتفت إدارة العمارة أخبروني أنني الوحيد الذي أبلغ عن العطل. جاء الفني فورا لإصلاحه. شعرت لوهلة أنني أكسل شخص في بريطانيا، فالحياة لم تتعطل في العمارة لأن المصعد لا يعمل. تعطلت في داخلي فقط. هناك سلالم. هي خيارهم الأول. بينما المصعد هو خيارنا الأول. نحن نبحث عن أي شيء يقلنا بسرعة إلى أهدافنا دون أن نستشعر قيمة الصعود خطوة خطوة. إنه شعور عظيم.
النجاح الذي يحصده الغرب والشرق من حولنا نتيجة طبيعية لطبيعة حياة الفرد هناك. فهم يصعدون السلالم، ويمشون باستمرار، ويقضون حوائجهم بأنفسهم مهما كان حجم انشغالهم ومهما بلغت ثرواتهم. نحن لا نقوم بذلك. نستقدم من يقوم بإعداد الشاي والقهوة لنا. نستقدم من يعبئ سياراتنا بالوقود. نستقدم من يقوم بالعناية بأطفالنا. فمن الطبيعي جدا ألا نستطيع مجاراتهم في ماراثون أو أي سباق آخر سواء كان رياضيا أو علميا أو ثقافيا أو فكريا، فقد تبلدت عضلاتنا وأعصابنا وعقولنا من قلة الاستعمال.
معظمنا يفتقر اللياقة المطلوبة لحصد الإنجازات، فنبدو كهولا منذ نعومة أظفارنا. تجاعيدنا لا تبدو في وجوهنا وأطرافنا، لكن تبدو في أعماقنا وفي سلوكياتنا وتصرفاتنا. في ردود أفعالنا البطيئة. البطيئة جدا.
نحن نولد شيوخا محشوين بعادات تجعلنا أقرب إلى الموت منه إلى الحياة. يقول الفيلسوف الإنجليزي، فرنسيس بيكون: "تكمن الشيخوخة في الروح أكثر مما تكمن في الجسد". فمتى ما تحررت أرواحنا من عاداتنا السلبية ربما نستطيع أن نعود شبابا.
لا يجب أن نفرح كثيرا كون الشباب يشكلون الشريحة الأكبر في مجتمعاتنا، فهؤلاء الشباب ليسوا شبابا كما نعتقد. إنهم كهول يرتدون أقنعة. إن الشباب هناك، في أمريكا وأوروبا وشرق آسيا يعملون حتى آخر لحظة. يمشون حتى آخر لحظة. يضحكون حتى آخر لحظة. جاري البريطاني ، باول هاركير (82 عاما)، امتهن بعد أن تقاعد عن التدريس مساعدة الأطفال على عبور خطوط المشاة أثناء توجههم إلى مدارسهم. أجده في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى التاسعة والنصف صباحا على رأس الشارع، يحمل لافتة (قف) ومرتديا سترة صفراء لامعة. يوقف السيارات بابتسامة. ويعبر مع الأطفال برشاقة ساحرة. كم من شبابنا وليس من (شيابنا) يقوم بهذه الوظيفة العظيمة؟
يقال إن الشباب هم عماد الأمة. اكتشفنا الأمة، لكن لم نجد الشباب. فلنعثر عليهم معا!

*نقلا عن "الوطن" السعودية

الأحد، 14 نوفمبر 2010

تقديم لكتاب: محمد نبي لزماننا.

محمد نبي لزماننا
هو عنوان كتاب حديث للكاتبة البريطانية كارن أرمسترونج وهي راهبة كاثوليكية درست الأدب الحديث في جامعة اكسفورد‏.‏ وتتركز كتاباتها ـ في الغالب ـ علي دور الدين وتأثيره في العالم الحديث‏.‏ ومن كتبها أيضا سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم الذي أصدرته عام‏1992‏ م بعدما أصدر الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي روايته آيات شيطانية والتي أساء فيها للرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ واندلعت المظاهرات ـ آنذاك ـ في أرجاء العالم الاسلامي ورصدت ايران جائزة قدرها مليون دولار لمن يقتل سلمان رشدي‏!‏ وعلي النقيض قام الغرب بأسره ليدافع عن هذا الزنديق‏.‏ ولم يكتف بهذه الحماية فكافأه علي هذه الرواية بجائزة ويتبيرد‏..‏
وقد دفعت هذه التناقضات الكاتبة البريطانية كارن لدراسة حياة النبي محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ وأخرجت للعالم كتابها سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم‏.‏ ومرت السنوات ودارت الأفلاك وجاءت عاصفة الرسوم الهوجاء المسيئة للرسول في الصحف الدنماركية‏.‏ ثم جددت تصريحات بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر الإساءة إلي الرسول ـ واجتاحت ثورة الغضب العالم الاسلامي مرة أخري بسبب هذه الاساءات الشيطانية ضد خير البرية صلي الله عليه وسلم وفي خضم تلك العواصف الهوجاء وهذه الأجواء المظلمة ينبثق شعاع مضيء من قلب هذه الغوغاء مصحوبا بصوت يدوي في أرجاء المكان ويضرب في أعماق الزمان‏:‏ ارفعوا أيديكم وكفوا ألسنتكم عن محمد‏,‏ فنحن بحاجة اليه‏,‏
محمد نبي لزماننا‏.‏ فكان هذا الشعاع هو كتاب محمد نبي لزماننا وكان هذا الصوت هو صوت كارن أرمسترونج‏,‏ صوت الحق الذي علم بواطن السيرة النبوية وسبر أغوارها‏.‏ويضم الكتاب خمسة فصول‏.‏ الفصل الأول مكة والثاني الجاهلية والثالث الهجرة والرابع الجهاد والخامس السلام ومن أهم ما ذكرته الكاتبة أن محمدا كشخصية نموذجية له دروس مهمة ليس للمسلمين فحسب ولكن للعالم الغربي أيضا وأن حياته كانت قائمة علي الجهاد الذي لا كلل فيه ضد الطمع والظلم والغطرسة والكبرياء‏.‏
إن كلمة الجهاد ـ والكلام للكاتبة ـ لا تعني الجهاد المقدس وإنما تعني الكفاح‏.‏ فلقد كافح محمد كفاحا مريرا لجلب السلام إلي بلاد العرب التي مزقتها الحرب‏.‏ ولقد أدرك محمد ـ والكلام مازال للكاتبة ـ أن بلاد العرب كانت في نقطة تحول وأن الطريقة القديمة في التفكير لن تكفي لارساء قواعد السلام في بلاد العرب‏,‏ لذا حمل علي نفسه وعاتقه جهودا خارقة مبدعة لإخراج حل جديد كلي لبلاد العرب‏,‏ وذكرت الكاتبة أيضا‏:‏ أن محمدا كان يمتلك عبقرية عميقة مكنته من إقامة الدين وتأسيس عادات وتقاليد ثقافية لم تستند علي السيف ولكن بنيت علي السلام والمصالحة المبينة‏.‏ وتمنت الكاتبة أن يوجد في هذا الزمان رجال يعملون مثل أعمال محمد ولذلك كان عنوان كتابها محمد نبي لزماننا.
(منقول عن شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي)

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

ماذا تعرف عن .. حرب العملات؟

حرب العملات.
أصل الأمور أن ينتج كل واحد مايجيد إنتاجه ويقايضه للآخر مقابل المنتجات الأخرى التي لايستطيع إنتاجها، ولكن المشكلة أن عملية المقايضة تلك ليست دائما بالحل الأسهل والأسرع كمن يريد أن يقايض بقرة بعدد كبير من المنتجات الأخرى، ومن ثم لجأنا إلى المال كقياس للسلع والخدمات التي نستخدمها.
لاضير في هذا إذا أردنا شراء الأشياء في بلداننا فحسب، ولكننا نريد أيضا شراء أشياء من بلدان أخرى تتداول عملات مختلفة. إذا نحتاج لإستخدام عملتنا لشراء عملات أخرى.
ربما لاحظت أثناء زيارة بلد يتداول عملة مختلفة أن شراء الأشياء كالملابس أو الطعام ربما أرخص أو أغلى مما تدفعه في بلدك، هذا لأن سعر صرف العملة لايعكس بدقة قيمة ماتستطيع شراؤه.
تعتبر قوة العملة أمر هام للبلد الذي يتداولها لأنه لو أصبحت عملة البلد "ب" أضعف مقارنة بعملة البلد "أ" لأصبحت منتجات البلد "ب" أرخص للمستهلك الذي يعيش في البلد "أ". لم هذا؟ لأنك لو كنت تعيش في البلد "أ" وأردت شراء أشياء من البلد "ب" فأول ماتفعله هو شراء بعض عملات البلد "ب"، وحينما تضعف قيمة عملة البلد "ب" يمكنك شراء المزيد من عملة "ب" مقابل نفس القيمة من عملة "أ"، فتشتري العملة "أ" أكثر مما كانت تشتريه في البلد "ب".
وإذا أرادت البلدان بيع المزيد من السلع والخدمات خارجها فقد تسعى لإضعاف عملتها ليصبح منتجها أرخص سعرا للمستهلك في البلدان الأخرى. ولكن البلدان الأخرى قد يضايقها ذلك لأن هذا يصعب المنافسة على شركاتها وهو مايؤدي إلى مايصفه البعض ب"حرب العملات".
(من موقع بي.بي.سي)

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

مقال: البقاء لمن يملك الفيشة.

البقاء لمن يملك الفيشة
بقلم: ماهر حمود - جريدة البورصة - العدد التاسع عشر
شهد الإسبوعان الماضيان عدة أحداث إعلامية أثارت جدلا وتساؤلا حول مفهوم الحرية في مصروتطورها بين القفز للأمام أحيانا والعودة للصفر أحيانا أخرى بجرة قلم سياسي. إبراهيم عيسى، عمرو أديب وعلاء صادق، ذلك إلى جانب قنوات الحافظ، الناس، الصحة والجمال، وخليجية، جميعها سحبت "فيشاتهم" الإعلامية في تلك الفترة القصيرة بغض النظر عن الأسباب المعلنة أو غير المعلنة.
أما مع نهاية الإسبوع الماضي فقد تقدمت الحكومة خطوة أخرى على طريق سحب الفيشات بعد أن طالب جهاز تنظيم الإتصالات مسئولي تسع قنوات بضرورة الحصول على موافقة إتحاد الإذاعة والتليفزيون بإبقاء أو تحريك وحدات النقل المباشر المعروفة بإسم SNG المملوكة لها. والجدير بالذكر أن مسئولي القنوات سعوا للحصول على موافقة الإتحاد، فطلب منهم نقل الوحدات إلى مكاتب دائمة بمدينة الإنتاج الإعلامي، كشرط رئيسي للحصول على ترددات من جانب جهاز تنظيم الإتصالات لبث إشارات الإرسال والإستقبال من مصر للعالم أو العكس.
ويتساءل البعض: لماذا الآن تحديدا؟ حيث أن المستثمرين في القنوات الفضائية تتحدثوا أكثر من مرة لما يقرب من عشر سنوات عن ضرورة تنظيم الفضائيات وتطوير لوائحها شديدة التخبط والبدائية المرتبطة بقرارات فردية مبنية على لوائح قديمة تخص إتحاد الإذاعة والتليفزيون.
ربما تكون الإجابة بديهية ومرتبطة بالإنتخابات المقبلة التي يجب أن يتوفر لها نوع من الهدوء الذي تبتغيه الحكومة، وخاصة أن معظم المتأثرين بالسياسة الجديدة هم من أصحاب نزعات الصراخ الهستيري الرافض على طول الخط. لكن ألم تخش الحكومة من ردة فعل المؤسسات والمنظمات الدولية، المتربصة دائما، على تلك الخطوة الجريئة؟
ربما لا! فعلينا جميعا أن ننظر بتأن ووعي للتغبر الذي حدث في العشر سنوات الأخيرة، فقبلها لم يكن لهذا المقال أن يرى النور على تلك الكلمات الناقدة لأداء الحكومة. صحيح أننا مازلنا نسير خطوة للأمام وإثنتين للخلف، لكن معظم الأصوات الناقدة لم تتوقف عن الصراخ وخاصة في التقارير الحقوقية التي لم تهدأ وتيرتها الساخطة على الأداء الحكومي رغم هذا التقدم على مستوى الحريات حتى ولو كان طفيفا أو شكليا. بل على العكس، أعطت تلك المساحة الجديدة الجميع الفرصة لرفع الصوت عاليا وزيادة عدد المهللين وكأن المسرح السياسي في مصر أصبح موقفا للميكروباصات يتادي فيه الكل على وجهته بأعلى صوته دون تنسيق مع الآخر أو التمعن فيما قد تم تحقيقه بالفعل، ومالم يتحقق بعد على القائمة ممتدة الطول.
يأتي الصراخ من كل الإتجاهات حتى أصبح عاديا ومألوفا، فالجميع يطل برأسه الغاضب عبر شاشة تليفزيونية أو حتى جريدة. دنت الإنتخابات البرلمانية وحساسية الفترة الراهنة لبقاء الحكومة في مركزها المسيطر غير المرضي عنه من تلك الأصوات، سواء صعدت الحكومة أو هبطت على سلم الحريات. إذا لماذا لاتسحب الفيشة التي تمتلكها وتسيطر عليها، فالجميع يصرخ على أي حال، والجميع نسي أن النايل سات قمر حكومي وأن إتحاد الإذاعة والتلبفزيون هو نافذة السلطة على عقول المواطنين وإتجاهاتهم. ففعلا عجبا لكل من يصرخ ويصرخ وقد عمي عن أنه مجرد ظاهرة فيزيائية تتبدد بسحبة قاطعة للتيار ممن يملك فيشاتهم جميعا.

الخميس، 4 نوفمبر 2010

زواج ثان - قصة قصيرة.


بقلم: سارة بنت محمد حسن

شبكة الألوكة - تاريخ الإضافة: 27/10/2008 ميلادي - 26/10/1429 هجري   

هي زوجة مثالية، طبعًا، وماذا ينقصها؟ جميلة، رائعة، تَبَارَكَ الخالق، ماهرة، ممتازة في أعمال المنزل، لديها أولاد، رَزَقهُ الله - تعالى - منها بنين وبنات. وهو ليس مِمَّن يُفَضِّل أنْ تكونَ له" زَوْجتان"، فهو رجلٌ عمليٌّ جدًّا، لا وقت لديه للنِّساء، فالعَمَل أهم، وقدِ اكتَفَى بِزَوْجَتِه الجميلة المهذبة، فلماذا يَتَزَوج بأخرى؟ ليس عنده وقت يُفَرِّقُه بين بَيْتَيْنِ، فهو يجتهدُ جدًّا في عمله، ويَتَأَخَّر في العودة إلى المنزل، وما تَبَقَّى من وقته يقضيه في القراءة، والاطِّلاع، وتعليم الأولاد، ولا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلاَّ وُسْعها، وهو أصلاً لم تخطرْ في ذهنه هذه الفكرة، نعم، يرى أصدقاءه عندهم زوجتان وثلاثة؛ حَقُّهم شرعًا؛ لكن هو لا يرغب في هذا، ولا يحبه. زوجته الجميلة حضرتْ درسًا ذات يوم، تحدَّث فيه الشيخُ عن "حُكْم الزواج الثاني"، وقال ما معناه: "إنَّ المرأة إذا ابْتُلِيَتْ بأنَّ تَزَوَّجَ زوجُها امرأةً أخرى، فَلْتَصْبِر، ولْتَتَّقِ اللهَ، ولا تَطْلُب طَلاق ضرتها لتستفرغَ صفحتها، فإنما لها ما قُدِّرَ لها". وبعد انتهاء الدَّرس، قالت لها الأختُ المُجَاوِرة لها في المسجد: أَأَنْت متزوجة؟ قالت الأخت: نعم، الحمد لله. هَزَّت جارتها رأسها في حَسْرة، وقالت: نعم، الحمد لله، اشكري فضل الله، فأنتِ في نعمة. صديقتنا طيبة جدًّا، وقلبُها رقيق، جعلتْ تُفَكِّرُ في كلام الشَّيْخ والأخت، ومِن طيبتها أخْطَأَتِ الفَهْم؛ فعندما رجعتِ البيتَ ابْتَدَرَتْ زوجها: زوجي الحبيب، لماذا لا تَتَزَوَّج؟ ظَنَّ الزوج أنه لم يسمع جيدًا، قال لها: نعم، ماذا قلتِ؟! قالتْ في حماس: تَزَوَّج مَرَّة ثانية. ضَحِكَ الزَّوْج، وظَنَّ أنَّ زوجته تُمازِحه؛ لتعرفَ هل في نيته الزواج أو لا؟ فقال لها: ولماذا أفعل، وعندي زوجة رائعة مثلكِ، وراح يُعَدِّدُ مزاياها؛ ليُرْضيَ غُرورها. طبعًا الزوجة سَعِدَتْ بكلامِه؛ لكنها راحتْ تُؤَكِّدُ له أنها تريد منه الزَّواج؛ لأنها تَحْمِلُ هَمَّ المسلمات اللاَّتي لم يَتَزَوَّجْنَ. حَكَّ الزوج رأسه في حَيْرة، وقال: لَعَلَّ الله أن يرزقهُنَّ زوجًا صالحًا، يا زوجتي العزيزة، لكني لا أرغبُ في الزواج، صِدقًا لا وقت لديَّ، ولا يمكنني أن أُوَزِّعَ جهدي وطاقتي الباقية بعد العمل بين بَيْتَيْنِ. سَكَتَتِ الزَّوجةُ، واتَّهَمَتْ زوجَها في نفسها أنه لا يحبُّ السنَّة، ولا يريد تطبيق شرع الله. مَرَّ يومان، ثم فاتَحَتْه في الأمر مَرَّة أخرى، وكانت غاضبةً. قال لها : هل آذيتكِ؟ هل صِرْتِ تكرَهِينَني؟ ألاَ تَحْتَمِلينَ العيشَ معي كل الأيام؟ قالتْ له متعجبةً: لا، أنا أحبكَ؛ لكني أريدُ الخَيْر لبنات المسلمين، أريد تطبيق شرع الله. قال لها: زوجتي العزيزة، كأنِّي بكِ لا تَغَارِينَ عليَّ، وهي صفة مثل الملح، قليلها طيب، وكثيرُها غير محبوب، وعدمها مذموم. سَكَتَتِ الزَّوْجَةُ على مَضَض، وهي تُفَكِّرُ في طريقة أخرى لِتُزَوِّجَ زوجها، وتقيمَ السُّنَّة بِزَعْمِها، أحيانًا كان يأتيها عارضٌ من غيرةٍ؛ لكن تقول في نفسها:لا، لا، لن أتركَ الغيرة تَتَحَكَّم فيَّ، يجب أن أُقَاوِمَها، وسَأُعاقِبُ نفسي على هذه الخواطر الخاطئة بِمَزِيدٍ منْ إقناع زوجي بالزواج من أخرى، نعم، هذا ما يجب أن تفعلَه كلُّ زوجةٍ محبَّة ومتدينةٍ، أن تُزَوِّجَ زوجها؛ لتعفَّ بنات المسلمينَ. يجب أن أُجَاهدَ نفسي مجاهدةً شديدةً؛ حتى يقتنعَ زوجي، ويتزوجَ بالثانية؛ وإلاَّ فما الفرق بيني وبين غير الملتزمات؟ ماذا فعلَتِ الأختُ؟ شهرٌ كاملٌ تُجاهِدُ زوجَها، وتُحَدِّثُه عن إحدى الأَخَوات المُطَلَّقات بالمسجد، طبعًا اختارتْ لا إراديًّا واحدةً، ظنَّتْ هي أنَّها أقلُّ منها جمالاً، وظَلَّتْ تُحَدِّثُه عنها، وعن مفاتِنها، حتى أحبَّها، ولا عجب، إذِ الأُذُنُ تَعْشَقُ كما البَصَر، حتى وافَقَ الزَّوْج. وجاء اليوم الميمون، يوم نجحتْ خطتها، وذهبَ زوجها ليخطبَ الأختَ المختارة، بدون زوجته طبعًا، فماذا حَدَثَ في ذلك اليوم؟ ذهب الزُّوج للرُّؤية الشَّرعيَّة، وكانتِ المرأةُ رائعةً، وحَسَنة الخَلْق والخُلُق، ووَافَقَ الزوجُ، وتَمَّتِ الخِطبة في نفس الجلسة، وكان الزَّوج قد خرج منَ البيت في الثامنة، وعند خُرُوجه لم تكنِ الزوجة تشعرُ بشيءٍ، ثمَّ مَرَّت ساعة، فبدأتِ الزَّوجة تَشْعُر بِغَيْرة، شعور خانقٌ، راحتْ تُفَكِّر: ترى كيف هما الآن؟ هل أعْجَبَتْه؟ ماذا قال لها؟ ماذا قالتْ له؟ ابتسمتْ له؟ هل وجد ابتسامتها أفضل من ابتسامتي؟ ترى هل سيراها أجمل؟ راحتِ الوساوس تَنْهَشُها كحيَّة رقطاء، قامتْ للصلاة فلم تستطعِ التركيز، مَرَّتْ ساعة أخرى، تحاول النوم فلا تستطيع، تقرأ القرآن فترى على الصفحات بعين الخيال زوجَها يَتَحَدَّث بِلُطْفٍ مع الأخرى، مرت ساعة أخرى، وأخرى، وأخرى، وصاحبتنا لم يغمض لها جفنٌ، ولا تستطيع الصلاة، ولا قراءة القرآن. وطبعًا لم يَخْطُر ببالِها الدُّعاء، فهي مَن جلبتِ الدَّاء، وهي لم تظن أنَّه داء، في النِّهاية تَكَوَّمَتْ على نفسها على كرسي بجوار الباب، ومنَ التَّعَب راحتْ في السُّبات. حَضَر الزَّوج وفَتَحَ الباب، كان سعيدًا ومُنتشيًا، اسْتَيقظتْ مع دخولِه البيت، وَلَمَّا رأتْ مظهره ازدادتْ غيرتها ووَحْشَتُها. لاَطَفَهَا وابْتَسَمَ لها، فعبست في وجهه، ثم ناما وأصبحا، والزَّوج لا يدري ما الذي يحدثُ لِزَوْجِه، تَغَيَّرَتِ الزوجة الحنونُ إلى زوجةٍ شرسةٍ، سيئة الخُلُق، هي لا تدري لماذا؟ وهو متعجبٌ مما يحدث، وجاء اليوم الذي قال لها فيه بِسعادة: الأُسْبوع القادم العَقْد والبِناء. فماذا حدث؟ أُسْبوع مَرَّ على الزوجة كأنَّه دَهْر، صلاتُها كأنما لم تُصَلِّ، هَجَرَتْ كتابَ الله - تعالى - لا تقرأ، ولا تراجع، ولا حتى تحاول، عينها لا تنام، وهي لا تدري ماذا يحدث لها؟ ولا لماذا صارتْ على تلك الحال؟ اتَّصَلَتْ بصديقةٍ لها تعرفها منذ زمنٍ، وتعرف رجاحة عَقْلها، وزَوْجُها مُتَزَوِّجٌ هي الأخرى؛ لكن حالها ليس كحال صاحبتنا، كَلَّمَتْها لِتَشْكوَ لها ما تجدُ منَ الأَلَم، ويبحثا عن حلٍّ. رَدَّت صاحبتها على الهاتف، خَرَجَ صوت صاحبتنا شَاحبًا ميتًا؛ كأنه يأتي من قبرٍ سحيقٍ. قالتِ الصديقة: فلانة، ما بكِ؟ لَمْ أركِ بهذا الحال أبدًا، كنتِ دومًا ضاحكةً مستبشرةً، فماذا حَدَثَ؟ قَصَّتْ عليها القصة كلها، والصديقة الوفية ترهف أذنها جيدًا، ولم تقاطِعها كأنَّما هي أذنٌ كبيرةٌ تحتوي مُرَّ شكوى الأخت بحنانٍ وحبٍّ. عندما انتهتْ، قالتِ الأختُ: والآن أَخْبِريني، ماذا أفعل؟ كيف أصيرُ مثلكِ لا أغار؟ ابتسمتِ الصديقةُ الوفيةُ، وقالتْ: حبيبتي، هل قال لكِ أحدٌ مِن قبلُ: إنَّني أنا التي سعيت لِتَزْويج زوجي؟ سَكَتَتِ الأخت، وقالتْ: لا أعلم. قالتِ الصَّديقة: حبيبتي، أنتِ فعلْتِ خطأً فاحشًا، لم يكن ينبغي لمثلكِ أن تقعَ فيه. قالتْ مستنكرةً: أنا، خطأ، هل تطبيق السُّنَّة خطأ؟ ابتسمتِ الأختُ الصديقة الوفيةُ، وقالتْ: حبيبتي، لو لم يَكُنْ خطأ لَمَا وجدتِ ما تجدينَ الآن، لقدْ فتحتِ بابًا من أبواب الشيطان، وأنتِ تَظُنينَ أنَّكِ تحسنينَ صنعًا؛ إنَّ الله - تعالى - يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء: 77]. ما معنى هذا؟ إنَّ الله - تعالى - يَذُمُّ الذين استعجلوا القتال في وقت الأمر بالسلم في مكة، ويوجههم إلى تزكية نفوسهم بالصَّلاة، والزَّكاة، وعدم التَّطَلُّع لما لم يُفرَض عليهم. فأنتِ يا أختي العزيزة، عافاكِ الله من بلاءٍ سَعَيْتِ خلفَه، وظَنَنْتِ فيه صلاح قلبكِ، وتَرَكْتِ ما افْتَرَضَه الله عليكِ من حُسْن تَبَعُّل، ومراعاة البيت والأولاد، والصلاة طبعًا، والزكاة، والصدقات، وذهبتِ تَبْحَثينَ عن عمل لم يُفْرَضْ عليكِ. ألم تسمعي أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تَتَمَنَّوا لقاء العدو، وسَلُوا الله العافية، وإذا لقيتموه فاثْبُتوا))، فأنتِ سَعَيْتِ سعيًا حثيثًا لِلِقاء العدو، ولم تُدركي أنَّكِ لستِ أهلاً لذلكَ؛ إلاَّ بعد أن أصابكِ مِنَ الهَمِّ ما أصابكِ. قالت الأخت في تَخَاذُل: الزوجة الثانية ليستْ عدوةً، إنَّها... قاطَعَتْها الصديقةُ الوفيةُ: حبيبتي، لا أعنِي الاصطلاحَ بِعَيْنه، إنما قصدتُ المفهوم، فإنَّ هذا الأمر فتنة شديدةٌ على أيِّ امرأةٍ؛ لأنَّ النِّساء يَغِرْنَ جدًّا على الرَّجُل، هذا ما جَبَلَهُمُ الله - تعالى - عليه. ولِهَذا فإنَّ الزَّوْجَ إذا تَزَوَّجَ، فقد ابْتَلَى الله - تعالى - المرأةَ؛ لِتَصْبِرَ، فإنْ صَبَرت فذلكَ خَيْرٌ، وقد أمر الله - تعالى - المرأةَ ألاَّ تطلبَ طلاق ضرَّتِها؛ لكن لم يأمُرْها بأن تسعى لِتُزَوِّجَ زوجَها؛ بل ولم يَنْهَها عن محاولة مَنْع زوجها بِطُرق مشروعةٍ عنِ الزَّواج، فإنَّ الله - تعالى - لا يُكَلِّفُ نفسًا إلاَّ وُسْعَها. قالتْ: لكنَّكِ كنتِ قدوةً لي في ذلك، غرتُ من صبركِ، و... قَاطَعَتْها في حنوٍّ: حبيبتي، أنا لم أسعَ لِتَزْوِيجِ زَوْجِي، هو تَزَوَّجَ، وقد حاولتُ منعَه، فلم أُوَفَّق، تعامَلْتُ مع طبيعتي التي خَلَقَها الله - تعالى - كما هي، لم أُحاوِلْ التَّنَطُّع في الأمر، ولا ادِّعاء ما ليس من طبعي الجِبِلِّي، فقط تركتُ الأمور تسيرُ، وتعاملتُ معه كما يعامِلُ المؤمنُ الابتلاءَ، فصبَرْتُ، ودعوتُ اللهَ، وكم مَرَّ عليَّ منَ الليالي أَبْكِي في جوف اللَّيل، وأدعو الله أن يرزُقَني الصَّبر، ويربطَ على قلبي. كم مَرَّ عليَّ منَ الأيام يَضيق بها صدري، فأستعينُ بالله، وأقرأ باب الصَّبر من "رياض الصالحين"، أو أيَّ كُتُب تَتَحَدَّث عن الصَّبْر؛ لهذا، فأنا الآن - ولله الحمد - قد هَدَأَتْ نفسي التي كانت مُضطربةً، وأسألُ الله - تعالى - الثَّبَات والأجرَ. قالتِ الأخت: وماذا أفعل الآن، هل أسعى لِمَنْعِه؟ قالتِ الصديقة: حبيبتي، أما وقد سبق السَّيف العَذَل، فليس مِن حقِّكِ أن تطلبي طلاق ضرتِكِ؛ بل عليكِ بالدُّعاء، والابتهال، وحُسْن التَّبَعُّل لِزَوْجكِ، وجميل المعاملة، عليكِ بالصبر، والتَّصَبُّر، والمُصَابَرة، اقْرئِي كُتُبًا عنِ الصبر، وثواب الصبر، تعاملي مع الأمر بحكمةٍ وتقوى، اقرئي سيرة نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وانظري كيف حكمتِ التَّقوى أفعالهنَّ رغم الغيرة.
حبيبتي في الله، ثَبَّتَنِي الله وإيَّاكِ على التُّقَى والصَّبر، إنَّ زواجَ زوجكِ مرَّة ثانية، أو ثالثةً، أو حتى رابعة ليس نهاية العالَم، وليس ظُلمًا لكِ، فقط تَعَلَّمي أنَّ الدُّنيا ليست دار جزاء؛ بل هي دار ابتلاء، وأن الآخرة هي دارُ القَرَار، فألْقِي الدنيا خلف ظهركِ، ولا تُبالِي، وافْعَلِي ما أَمَرَكِ الله - تعالى - به، ثم بعد ذلكَ لا تُلقِ بالاً ولا هَمًّا لِمَا يأتي. ثم أردفتْ بِمَرحٍ: ولو سَأَلَتْنِي مُلحدةٌ أو كافرة: هل أنتِ سعيدة، وقد ظلمَكِ الإسلام بإباحةِ زواج زوجكِ؟ سَأُخْرِجُ لها لساني، وأقول: لم يَظْلِمْنِي الإسلامُ أبدًا، فالظُّلم هو أن أمنعَ حقًّا أَسْتَحِقُّه، والإسلام لم يمنَعْني حقًّا أستحقه؛ بل أعطاني كلَّ حقوقي، وأمَّا الزواج الثاني، فهو حقٌّ للرَّجُل، أعطاه الله له، ومَن حَرَّم الزواج الثاني فقد ظلم الرجل، ومنعه حقًّا أعطاهُ الله له. والزواج الثاني حُكْمُه كالزواج الأول، قد يكون واجبًا، أو مُسْتَحَبًّا، أو مكروهًا، أو مُحَرَّمًا، على التفصيل المشهور في كُتُب الفقه، وهو في كلِّ الأحوال خيرٌ منَ الفَوَاحش التي تموج بها مجتمعات الكُفَّار، والتي تهدر في الواقع كلَّ حقٍّ آدميٍّ للرَّجُل والمرأة؛ بل والطفل على السَّواء، فالظُّلم إنما هو فيما سَنَّهُ الناس لا فيما شَرَعَهُ الله أبدًا، وأنا راضيةٌ بِقَدَرِ الله وسعيدةٌ، فقط إن كان الله قد رضي عليَّ، ولا أبالي بهذه الدَّنايا من غيرة وخِلافه، ما دمتُ على درب الحقِّ أسيرُ. فإنَّ المسلمَ ينظر للدُّنيا كما ينظرُ الراكب إلى راحلةٍ اسْتَأْجَرَها، ماذا يفعل الراكبُ بالراحلة المستأجرة إذا بلغ الهَدَف؟ فالهدفُ الجنَّة، وفي الجنَّة نَلْتَقِي، اللَّهُمَّ آمين

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

ماذا تعرف عن .. الألتراس؟


ألتراس Ultras
كلمة لاتينية تعني الشيئ الفائق أو الزائد. هي فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية .وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية أو "الشماريخ" كما يطلق عليها في دول شمال أفريقيا، وأيضا القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لتدعيم فرقهم، وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات الهامة وكل ذلك يضفي بهجة وحماس على المباريات الرياضية وخاصة كرة القدم.
البداية
ظهرت مجموعات الألتراس بقوة في إيطاليا في أواخر 1960 عندما قامت فرق كرة القدم بتخفيض اسعار التذاكر في أماكن معينة من الإستاد. في البداية تواجدت مجموعات من المتطرفين تأتي من التجمعات الأولية التي شكلت في دولة يوغوسلافيا السابقة عام 1950 والمتوترة خلال فترة الحروب اليوغوسلافية. مناصرون وطنيون من انصار فريق هايدوك سبليت)  يلعب الآن كرة القدم في كرواتيا) التي شكلتها مجموعة تعرف باسم .Hajduk Split's Torcida وهذا الاسم لا يزالوا معروفين به حتى الآن.
ثاني أكبر مجموعة يطلق عليها ميلانو dei fossa  (عرين الأسد) الذي تأسس في عام 1968. وظهرت أيضا مجموعة "Fedelissimi Granata"  التي تأسست في تورينو عام 1951، والتي لا تزال موجودة حتى الآن.
التراس سمبدوريا ظهرت في عام 1969 (أول من يطلقون على أنفسهم "الالتراس")، يليه "بويز"أو الأولاد من فريق انتر ميلان.
جماعات الالتراس عادة ما تتكون من مجموعة أساسية (التي تميل إلى أن تكون السلطة التنفيذية وتسيطر على كل المجموعات)، وحولها مجموعات فرعية تتكون على أساس الصداقة أوالموقع أوموقف سياسي معين. وتميل الألتراس إلى استخدام مختلف الأساليب والأحجام من لافتات وأعلام تحمل اسم ورموز الجماعة. وتقوم بعض الجماعات المتطرفة ببيع السلع الخاصة بها مثل الأوشحة والقبعات والسترات.
ثقافة الالتراس هي مزيج من عدة أساليب دعم وتشجيع، مثل التلويح بالوشاح والهتاف والغناء. ويتراوح عدد المجموعة من الالتراس مابين عدد قليل على أصابع اليد وما يصل إلى المئات، وغالبا ما يخصصون أماكن من الاستاد لأنفسهم.
المبادئ الأساسية الأربعة للالتراس
1-لا يتوقف الغناء اوالتشجيع خلال المباراة مهما كانت النتيجة. 2- يمنع الجلوس أثناء المباراة . 3-حضور أكبر عدد ممكن من المباريات (الذهاب والاياب)، بغض النظر عن التكاليف أو المسافة . 4-يظل الولاء قائم للمجموعة المكونة(عدم الانضمام لأخرى).
وعادة مايكون للجماعات المتطرفة ممثل لها يتولى الاتصال مع اصحاب الاندية على أساس منتظم، غالبا بشأن التذاكر وتخصيص مقاعد وأماكن التخزين للاعلام والرايات.
 بعض النوادي توفر للالتراس أرخص التذاكر وغرف التخزين ولافتات وأعلام، والوصول المبكر إلى الملعب قبل المباريات من أجل الإعداد للعرض. غير أن بعض المشجعين - ليسوا من الالتراس - ينتقدون هذا النوع من العلاقة. وينتقد آخرون الالتراس لعدم الجلوس على الإطلاق خلال عرض المباريات واشهار الرايات والأعلام، والتي تحول دون مشاهدة الذين يقفون وراءهم للمباراة. انتقد اخرون الالتراس لاعتداء بعضهم اعتداءات جسدية أوبالتخويف على من هم ليسوا من الالتراس.

تقديم لكتاب: الله ليس كذلك.

كتاب "الله ليس كذلك" تاليف د. زيجريد هونكه.
تقديم: وليد فكري -  متابعات وملفات - موقع بص وطل.
"لا بد أن هناك سببا معيّنا في كون الأحكام الظالمة المتعسّفة الموروثة عن القرون الوسطى لا تزال حتى يومنا هذا -على خطئها وخطرها- تسدّ الطريق على المعرفة الموضوعية للنواحي الفكرية والعقلية لذلك العالم، ودينه، وتاريخه، وحضارته، وفي كونها -حتى يومنا هذا- تصبغ المغالطات والتحريفات التاريخية في مجال المعلومات العامة عن العرب، صبغة يبدو أنها لا تنمحي أو تزول!".
بدأت د."زيجريد هونكه" كتابها الرائع "الله ليس كذلك" بهذه العبارة، في سياق حديثها عن إشكالية النظرة الغربية السلبية للعالم العربي الإسلامي.
ولكن قبل أن أتحدّث عن هذا الكتاب المتميّز من حقك عزيزي القارئ أن أجيب سؤالك: من هي د."زيجريد هونكه"؟
 د."زيجريد هونكه" (1913-1999) هي -بحق- أهم وأعظم المستشرقين الألمان، بل والأوروبيين، وأكثرهم عدلا وإنصافا للإسلام والعروبة على مستويات الدين والعرق والثقافة، درست الصحافة وعلم النفس وعلم الأديان المقارنة، حصلت على الدكتوراة سنة 1941، وتخصّصت في الكتابة عن الحضارة العربية الإسلامية، مدافعة عنها ضدّ موجات تشويه الصورة التي يتعرّض لها العرب والمسلمون من حين لآخر.
أشهر كتبها "الله ليس كذلك" و"شمس الله تشرق على أرض العرب".
وقد تمّ تكريمها في أكثر من بلد عربي؛ تقديرا لأمانتها العلمية، ودفاعها عن التاريخ العربي ضدّ الافتراءات الغربية.
في ستة فصول لكتاب من مائة صفحة تتناول "زيجريد هونكه" مواطن سوء الظن والافتراء الغربي على المسلمين، متتبّعة لحظات ميلادها الأولى في النداء البابوي الأول للحملة الصليبية الأولى، بل من قبل ذلك، من معركة "تور دو بواتييه" (بلاط الشهداء) التي يفخر الأوروبيون أن "شارل مارتل" قام فيها بـ"إنقاذ" أوروبا من "الغزو" العربي.
وعن تلك النظرة السطحية لوضع العرب خلال دولتهم التي دامت 800 سنة في أوروبا تتحدّث "هونكه"، فتعيد للحضارة العربية بعض حقّها في الإنصاف، وتؤكد أن مصير أوروبا كان سيكون أفضل بكثير لو أتيح للعرب نشر شعاع حضارتهم فيها، وتسوق الأدلة بعرضها المظاهر الحضارية العربية في الأندلس، كما تنزع عن "شارل مارتل" صفات القداسة الزائفة التي أضفاها المتعصّبون من المؤرخين عليه، وتُظهِر حقيقته كفارس همجي احترف الاستيلاء على أملاك الكنيسة!
أما عن البابا "أوربان الثاني" -صاحب النداء الصليبي الأول- فتنتقد المستشرقة موقفه، وزرعه البذرة الأولى لحملة التشويه الممتدّة لنحو ألف عام ضدّ العرب والمسلمين، وتحمّله مسئولية متتاليات ندائه المصبوغ بصبغة دينية، في أنه قد ساهم بشدة في إفساد فرص التوافق بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي.                                                  
وفي المقابل، تمتدح الكاتبة موقف الإمبراطور الجرماني "فريدريك الثاني" الذي خالف السائد في عصره من معاداة تلقائية للمسلمين، وسعى لإقامة علاقات إنسانية راقية مع نظرائه من ملوك المسلمين، ودفع ثمن رقي أخلاقه بمعاداة البابا له وتوقيعه حرمانا كنسيا بحقه، فلم يهزّه هذا عن موقفه، وحقق بالسلام لأوروبا ما عجز أسلافه عن تحقيقه بالحرب.
وتتناول "هونكه" إشكالية تالية هي الصورة النمطية للمسلم عند الغربيين، باعتباره شخصا أثيما مذعنا جبريا مستسلما للقدر بسلبية مفرطة، سفاكا للدماء باسم الجهاد، فتتحدث -من منطلق دراستها الدين الإسلامي- عن الصورة الإسلامية الحقيقية للمسلم، كشخص يؤمن بالقدر ويتوكل على الله دون تواكل، ويحافظ على إرادته الحرة ولا يحارب إلا من حاربه، ويؤمن بشدة بمبدأ أن لا إكراه في الدين.
وفي المقابل تتحدّث عن حملة التشويه الشعواء التي شنّها بعض الجهّال على الإسلام، وتصويرهم أهله على أنهم قوم دمويون وثنيون يمارسون السحر الأسود ويقدمون القرابين للشيطان!
وعن الزعم الغربي بنفي اهتمام العرب واعتنائهم بالعلم والثقافة تتحدّث "زيجريد هونكه"، فتصف هذا بأنه "الفرية المُزَيِّفة للتاريخ، والتي لا يُراد لها أن تُمحَى أبدا!"، وتعرض نموذجين لذلك: أولهما الاتّهام السخيف بأن العرب عندما فتحوا مصر أحرقوا كتب مكتبة الإسكندرية بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب! فتؤكد "هونكه" أن تلك القصة عارية من الصحة، وتضيف -بالبراهين- أن كتب مكتبة الإسكندرية لم يكن لها وجود يُذكَر عند دخول العرب مصر، حيث إنها كانت قد دُمّرت على مراحل منذ الحريق الشهير للمكتبة، وخلال القمع الروماني للثورات المصرية المتتالية.
أما النموذج الثاني فهو عملية "السرقة" الأوروبية للإنجازات العلمية للعرب، ونسبها لعلماء أوروبيين، تكبّرا من هؤلاء الآخرين على الاعتراف بفضل علماء العرب المسلمين على الحضارة الأوروبية، التي تنظر للعالم العربي الإسلامي نظرة فوقية متكبّرة!
في نهاية الكتاب تتحدث د."هونكه" عن العلاقة بين الشرق والغرب، وحالة التضارب بين احتياج كل منهما للآخر، والتحفّز الأوروبي للمشرق العربي، وتنتقد تعارض هذا مع ذاك، كما تنتقد في الجانب العربي إغراقه في اجترار أمجاد الماضي، والنوم عن محاولة التعامل مع معطيات الحاضر بشكل يعيد هذه الأمجاد من جديد!
كما تنتقد -بقوة- عملية إسقاط الغرب عداءه الماضي مع الدولة العثمانية -خلال غزوات تلك الأخيرة لشرق أوروبا- على المسلمين اليوم، خاصة المهاجرون لأوروبا، وتصف ذلك بأنه "إجحاف ظالم بعد تسعمائة عام من ذلك النداء البابوي الوخيم المشئوم إلى النصارى"، وتعني به نداء "أوربان الثاني" سالف الذكر.
إنصاف "زيجريد هونكه" للإسلام -دينا ودولة- وقوّتها في الدفاع الذي يصل لحد "النضال" لأجل ردّ اعتبار هذا الدين، فاقت ما قد يصدر عن مسلمين أبا عن جدّ، حتى أن ثمة شائعة تردّدت بقوة عنها أنها قد أسلمت سرّا، وإن لم يكن من دليل، ولا حتى قرينة يُعتَدّ بها، على صحة هذه الشائعة.
ولا أجد ما أنهي به عرضي هذا الكتاب الرائع سوى ما أنهته هي به في قولها:
"إن الإسلام هو ولا شكّ أعظم ديانة على وجه الأرض سماحة وإنصافا، نقولها بلا تحيّز، ودون أن نسمح للأحكام الظالمة أن تلطّخه بالسواد، إذا ما نحّينا هذه المغالطات التاريخية الآثمة في حقه، والجهل البحت به، وأن علينا أن نتقبّل هذا الشريك والصديق، مع ضمان حقه في أن يكون كما هو!".

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

إحياء فكرة للتكافل الإجتماعي.

تعتبرها تكافلا اجتماعيا وحلا لمشكلة العنوسة
مصر: إشهار أول جمعية من نوعها تدعو لتعدد الزوجات

القاهرة - خدمة قدس برس

قالت صحفية مصرية تهتم بقضايا المرأة إنها نجحت في الحصول على إشهار رسمي من وزارة الشئون الاجتماعية لأول جمعية من نوعها تسمى "جمعية التيسير المصرية" هدفها الدعوة لتعدد الزوجات بهدف مساعدة الشباب على الزواج، وتيسير الزواج لغير القادرين، مشددة على أن هدفها هو دعوة ميسوري الحال إلى ما يشبه التكافل الاجتماعي.
وقالت هيام دربك رئيس جمعية التيسير، خلال ندوة عن إبداع المرأة في منتدى المثقف العربي التاسع والثلاثين الذي عقد أمس، إن جمعيتها أصبحت مشهرة رسمية بعدما حصلت على رخصة رسمية برقم 2017 لسنة 2004، وأنها ستستمر في دعوتها رغم حملات الهجوم الكبيرة التي تتعرض لها من جانب جمعيات المرأة في مصر، التي ترفض فكرة تعدد الزوجات.
وتؤكد رئيسة جمعية التيسير أن الهدف من دعوتها لتعدد الزوجات هو تيسير الزواج لغير القادرين ومساعدتهم على بناء بيت وأسرة، خصوصا أن الإحصاءات المصرية تشير إلى وجود أكثر من 8 ملايين عانس، وقرابة مليون مطلقة، وأن الهدف إقناع الرجال ميسوري الحال بالزواج من شريحة الأرامل والعانسات والمطلقات لحمايتهن من الانحراف وتحقيق تنمية اجتماعية سلمية بشرط أن يعدل الزوج بين الزوجات.
وتؤكد تقارير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أنه توجد في مصر 8.6 مليون فتاة ما بين سن 18 وحتى 35 سنة يبحثن عن زوج، ومن بين هذه النسبة هناك 3.5 مليون فتاة في المرحلة العمرية من 18 – 25 سنة، و2.6 مليون فتاة في المرحلة العمرية من 25 – 30 سنة، وتجاوز عدد الفتيات غير المتزوجات في المرحلة العمرية من 30 – 35 سنة 2.5 مليون فتاة، وكان نصيب مدينة القاهرة من هذه النسبة حوالي 88 في المائة من عدد الفتيات غير المتزوجات.
وتتهم ناشطات مصريات في مجال المرأة الجمعية الجديدة بالتحقير من شأن المرأة وامتهانها عبر فكرة التعدد، ويهاجمون دعوة جمعية التيسير لرفع شعار "زوجة واحدة لا تكفي"، وهو اسم مشابه لفيلم مصري للممثل أحمد زكي باسم امرأة واحدة لا تكفي، ويقولون إنه مسلسل الحاج متولي الذي عرض عام 2002 ساهم في الترويج لتعدد الزوجات بشكل إيجابي.
إلا أن رئيسة الجمعية قالت لصحيفة "المصري اليوم" اليوم الثلاثاء إن دعوتها لتعدد الزوجات لا تسيء للمرأة وحقوقها، ولكنها تحمي الشباب والفتيات من الانحراف وتساعد على مواجهة شبح العنوسة، كما نفت، على هامش ندوة إبداع المرأة، أن تكون الفكرة انبثقت من مسلسل "الحاج متولي"، مؤكدة أنها تفكر بها منذ عام 1998 أي قبل ظهور مسلسل الحاج متولي بأربع سنوات، وأنها فكرت في هذا بسبب حالة صديقات لها تزوج أزواجهن عليهن ونجحوا في العدل بينهن.
وتؤكد أن زواج الزوج من أخرى لغرض صحيح أفضل من أن ينحرف، وهذا أكرم للزوجة من انحرافه، كما أنه أكرم للمطلقة أو العانس ويقيها من الانحراف.


ماذا تعرف عن ..ويكيليكس؟

ويكيليكس (Wikileaks، ومعناها "تسريبات الويكي")
يعتبر موقع ويكيليكس -كما يقول القائمون عليه- موقعا للخدمة العامة مخصصا لحماية الأشخاص الذين يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت. من أبرز القائمين على الموقع الناشط جوليان أسانغي.
الاسم جاء من دمج كلمة "ويكي" والتي تعني الباص المتنقل مثل المكوك من وإلى مكان معين، وكلمة "ليكس" وتعني بالإنجليزية "التسريبات".
تم تأسيس الموقع في يوليو/ تموز 2007 وبدأ منذ ذلك الحين بالعمل على نشر المعلومات، وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها، وأولها "مصداقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد".
وانطلق الموقع بداية من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الإنترنت من أنحاء متفرقة من العالم مدفوعين بحرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، بدءا من قلة توفر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والقضايا الأساسية الأخرى.
ومن هذا المنطلق، رأى القائمون علي الموقع أن أفضل طريقة لوقف هذه الانتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها.
أهمية الموقع: وتعود أهمية الموقع في كشف الأسرار بالعديد من القضايا ذات البعد الإنساني، منها على سبيل المثال -كما تقول الصفحة الرئيسية للموقع- الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الملاريا الذي يقتل في أفريقيا على سبيل المثال مائة شخص كل ساعة.
الأسترالي جوليان أسانغ يعد أحد مؤسسي موقع ويكيليكس (الفرنسية) ويؤكد القائمون على الموقع أن أهمية ما يسربونه من معلومات تفيد في كشف سوء الإدارة والفساد بالدول التي تعاني من هذه الأزمات كالملاريا مثلا، لأن الدواء متوفر لمعالجة هذا المرض.
ويعتمد الموقع في أغلبية مصادره على أشخاص يوفرون له المعلومات اللازمة من خلال الوثائق التي يكشفونها، ومن أجل حماية مصادر المعلومات يتبع موقع ويكيليكس إجراءات معينة منها وسائل متطورة في التشفير تمنع أي طرف من الحصول على معلومات تكشف المصدر الذي وفر تلك التسريبات.
ويتم تلقي المعلومات إما شخصيا أو عبر البريد، كما يحظى ويكيليكس بشبكة من المحامين وناشطين آخرين للدفاع عن المواد المنشورة ومصادرها التي لا يمكن -متى نشرت على صفحة الموقع- مراقبتها أو منعها.
وسبق لويكيليكس أن حصل على حكم قضائي من المحكمة العليا بالولايات المتحدة التي برأته من أي مخالفة، عندما نشر ما بات يعرف باسم أوراق البنتاغون التي كشفت العديد من الأسرار حول حرب فيتنام.
القضاء: بيد أن الموقع وفي الوقت ذاته لا يطرح على قرائه آمالا مبالغا فيها، إذ يعترف بأن ما يقوم به من نشر لمعلومات هامة ودقيقة قد لا تؤدي في عدة مناسبات إلى تحويل المسؤولين إلى القضاء ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من أخطاء، فضلا عن أن تقدير ذلك يعود نهاية المطاف للقضاء وليس الإعلام.
لكن هذا لا يمنع -كما يقول القائمون على ويكيليكس -الصحفيين والناشطين والمعنيين من استخدام معلومات ينشرها الموقع للبحث والتقصي للوصول إلى حقيقة الأمر، وبالتالي يمكن لاحقا تحويل المسألة إلى قضية ينظر فيها القضاء.
وقد خلق هذا الواقع إشكاليات كبيرة بالنسبة لويكيليكس لجهة حجبه بالعديد من الدول وعلى رأسها الصين، لكنه نجح في وضع عناوين بديلة يمكن من خلالها الوصول إلى صفحته وقراءة محتوياتها بفضل إمكانيات التشفير التي يوظفها خبراء لصالح منع حجب الموقع.
تدقيق الوثائق: يتم التدقيق في الوثائق والمستندات باستخدام طرق علمية متطورة للتأكد من صحتها وعدم تزويرها، لكن القائمين على الموقع يقرون بأن هذا لا يعني أن التزوير قد لا يجد طريقه إلى بعض الوثائق.
وانطلاقا من هذه المقولة، يرى أصحاب ويكيليكس أن أفضل طريقة للتمييز بين المزور والحقيقي لا يتمثل بالخبراء فقط بل بعرض المعلومات على الناس وتحديدا المعنيين مباشرة بالأمر.
وتتم عملية النشر بطريقة بسيطة حيث لا يحتاج الشخص سوى تحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتحديد اللغة والبلد ومنشأ الوثيقة قبل أن تذهب هذه المعلومات للتقويم من قبل خبراء متخصصين، وتتوفر فيها شروط النشر المطلوبة. وعند حصولها على الضوء الأخضر، يتم توزيع الوثيقة على مزودات خدمة احتياطية داعمة. المصدر : الجزيرة.
وفي شباط/فبراير 2008 قام مصرف سويسري برفع دعوى على ويكيليكس في أميركا بعد أن نشر ويكيليكس مزاعم عن أنشطة غير مشروعة للمصرف في جزر كيمان. وقد نتج عن هذه القضية حظر استخدام اسم النطاق http://wikileaks.org، لكن الموقع تحايل على هذا باستخدام أسماء نطاقات أخرى مثل http://wikileaks.be. هذا مع الإشارة إلى صعوبة منع الموقع من الصدور على الإنترنت نظرا لتوزعه في مناطق متفرقة.
في عام ٢٠١٠ نشر الموقع وثائق كثيرة كان قد تعهد بنشرها قبل وقت قصير و كانت ردات الفعل عليها كبيرة ولولا انها كذلك لما صرح المسؤلون المستهدفون ضد ما ورد في تقاريرها. امريكا. العراق. سوريا. ايران. وشخصيات سياسية واستخباراتيه كبيرة على مستوى العالم
شكك رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بأهداف نشر الوثائق الأميركية بشأن الانتهاكات داخل العراق في عهده ودوره فيها ملمحا إلى أن توقيت النشر يهدف إلى عرقلة عودته ثانية إلى المنصب.
وقال بيان صحفي أصدرته الحكومة العراقية اليوم إن "الضجة التي تقودها بعض الجهات الإعلامية تحت غطاء الوثائق المذكورة ضد جهات وقيادات وطنية وخصوصا رئيس الوزراء تثير في أسلوبها وتوقيتها أكثر من علامة استفهام".
وتابع البيان قائلا إن رئيس الحكومة يؤكد ثقته "بوعي المواطن العراقي ونظرته الثاقبة لمثل هذه الألاعيب والفقاعات الإعلامية التي تقف وراءها أهداف سياسية معروفة لا تنطلي على شعبنا".
سلوك المالكي: وفي تلميح إلى الجزيرة وموقع ويكيليكس الذي نشر الوثائق قال البيان "رغم الحشد الذي قامت به هذه الوسائل بالتواطؤ مع الموقع الذي سربها إليها قبل موعد نشرها على صفحته فإنها لم تستطع أن تقدم دليلا واحدا عن سلوك غير وطني قامت به الحكومة العراقية أو شخص رئيسها نوري المالكي".
يشار إلى أن بعض الوثائق السرية التي كشفتها الجزيرة ووسائل إعلام غربية والتي يصل عددها إلى أربعمائة ألف تحتوي بالأساس تقارير يومية ميدانية من ضباط من رتب صغيرة بالجيش الأميركي وتفاصيل عن انتهاكات بشعة بحق سجناء كانت السلطات الأميركية على علم بها لكنها لم تحقق فيها. وأظهرت بعض الوثائق إشراف المالكي مباشرة على فرق اعتقال وتعذيب.
وفي مسعى لرمي الكرة في ملعب القوات الأميركية قال بيان الحكومة العراقية إنها "لن تتساهل في حقوق مواطنيها دون استثناء". وأشارت إلى أن قواعد الاشتباك المتساهلة في الجيش الأميركي كثيرا ما كانت موضع انتقاد من جانب الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) وصلت أحيانا حد حدوث أزمة بين الجانبين.
البولاني: بعض وثائق ويكيليكس قديمة(الفرنسية-أرشيف): ولم يشكك بيان حكومة المالكي بمصداقية الوثائق، لكنه أشار بالمقابل إلى أن الحكومة ستأخذها "بنظر الاعتبار لترى من خلال التحقيق مدى مطابقتها للحقيقة ليتم متابعة ذلك قانونيا أو دخولها في إطار الخصومات السياسية التي لا مصلحة للعراق والعراقيين بها".
تعهد بالتحقيق من جانبه: تعهد العميد حسين كمال -وهو أحد نواب وزير الداخلية العراقي- في تصريحات لوكالة رويترز بالتحقيق في الاتهامات التي وردت في الوثائق.
وقال إن المسؤولين العراقيين لن يغضوا الطرف عن هذه الأمور وإن أي شخص تثبت مسؤوليته عن أي من الجرائم ستجري محاكمته "وستأخذ العدالة مجراها". لكنه وكذلك ووزير الداخلية جواد البولاني أشارا إلى أن بعض المواضيع التي وردت في الوثائق "يبدو أنها قديمة".
يشار إلى أن وزارة الداخلية العراقية استغنت عن آلاف من العاملين بها بعد أن تبين أن مسجونين أغلبهم من السنة احتجزوا في سجون سرية قبيل ذروة العنف الدموي الطائفي الذي شهده العراق في 2006 و2007 والذي تفجر بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.
وقال البولاني إن وزارة الداخلية قلقة بشأن بعض هذه التقارير وإن لجنة ستشكل للنظر في المزاعم الواردة في وثائق ويكيليكس لكنه قال إنه سمع أن بعض تلك التقارير قديم.
(منقول عن موقع ويكيبيديا)

مقال: بورصة الشيبسي الإنتخابية.

بورصة الشيبسي الإنتخابية
بقلم: ماهر حمود - جريدة البورصة - العدد العشرون
في تطور لأحداث لعبة إنتخابات مجلس الشعب وتحديد مرشحي الحزب الوطني، سئل أمين الحزب بالدرب الأحمر حول إستخدام صناديق "الشيبسي" في التصويت، قال إن الأمانة العامة لم تلزمنا بصناديق محددة للتصويت والمطلوب هو أن يكون هناك صندوق مخصص للتصويت دون تحديد نوعه أو شكله، وقد تم ذلك في حضور مندوبي الأمانة العامة.
هذه كانت إجابة السيد الأمين التي تحمل في مضمونها الكثير من الإشارات الرمزية التي تعبر عن عبثية تلك الإنتخابات الداخلية بالحزب كصورة مصغرة لما سيحدث من عبثية أكبر وإستخفاف بحقوق الشعب السياسية بصورة موسعة في العرض الإنتخابي النهائي الموشك خلال أسابيع.
بورصة عابثة من العرض والطلب للأصوات الإنتخابية وخدمات البلطجية تبعا لقدرة المرشح المالية والسياسية وكذلك تبعا لطبيعة الدائرة وسكانها سواء كانوا من الأحياء الراقية أو العشوائيات الكل له ثمن والكل مستعد لمجاراة اللعبة، والتسعيرة تتفاوت بين كارت شحن أو بضع مئات وربما أكثر كما تشير بعض الصحف.
وليس بالمال فقط تشترى الأنفس، بل إن التكنولوجيا والرفاهية لها مريدوها أيضا من بائعي الأصوات فقد شهدت كذلك حالات مقايضة كل صوت مقابل لاب توب أو ساعة فاخرة بالطبع فليس كل بائع لصوته جائع طامع في إطعام أولاده ففساد الذمم لايفرق بين طبقة أو منطقة أو مستوى للدخل الكل ملوثة يداه.
بل العجيب حقا ممن دفعوا ولم ينفعهم مالهم وسقطوا في قاع كرتونة الشيبسي أن يتأففوا ويحسوا بالظلم والقهر من أن رشوتهم لم تجلب لهم النجاح ربما لأن أحدهم دفع أكثر، بل قام أحدهم بإرسال رسالة محمول لأعضاء المجمع الإنتخابي بدائرة البساتين يقول فيها "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي خد الفلوس وماإدنيش صوته" وقام الآخرون بجعل الأمناء يحلفون على المصحف لكسب أصواتهم. اللهم قوي إيمانهم!
صورة قاتمة وسوداء تنقلها تلك الممارسات من جانبي الحكومة والشعب ليس فقط فيما يخص الإنتخابات المقبلة، فلا توجد أي مفاجآت، لكن الصورة تزداد قتامة عندما يشارك المواطن في إظلامها بفساد ذمته مقابل كارت شحن، أي مستقبل تحمله السنوات القادمة إذا لمثل هذا البلد؟
لقد مللنا من جلد الذات عن طريق مقارنة أنفسنا "بالديمقراطيات الغربية" راسخة الممارسات الدستورية والإجرائية العادلة، فالمقارنة غير عادلة. حاول البعض جلدنا مرة أخرى بمقارنتنا بالأمم الناشئة ربما في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية الأحدث منا في تاريخها مع الدستور ودولة المؤسسات، لكن أصواتا تعالت ودعت إلى التوقف عن جلد الذات. حرام!
مارأيهم لو قارنا أنفسنا بأنفسنا لكن بفارق 90 عاما إلى الوراء؟ألم تكن هنالك إنتخابات حقيقية؟ ألم يكن الفلاح المصري يملك الجرأة والحكمة والوطنية بما يكفي بأن يدفعه بأن يصوت ضد الباشا مالك أرضه الذي يستعبده من أجل إختيار من يمثل مصلحة أمته فوق كل إعتبارات فردية؟ أعتقد حينها لن يكون جلد الذات كافيا، لأننا فشلنا أن نتقدم حتى ولو للخلف.